
المفتي يوضح حكم كشف عيوب الخاطب عند الاستشارة
أجاب الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، عن سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية حول حكم إخبار وليّ الأمر بما يعلمه من عيوب في الشاب المتقدّم لخطبة ابنته.
وقال المفتي، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، إن من استُشير في شأن خاطب، وكان يعلم عنه يقينًا بعض الصفات غير المحمودة، فعليه أن يبينها، لكن بقدر الحاجة ودون مبالغة. وأوضح أنه يمكن الاكتفاء بعبارات عامة مثل: "إنه لا يصلح لابنتك"، وإذا لم يتحقق الغرض إلا بالتصريح المباشر، جاز له ذكر ما يعلمه بدقة، من غير زيادة أو تهويل، ولا حرج عليه في ذلك.
وأكد عياد أن عقد الزواج يعد ميثاقًا غليظًا وعهدًا شرعيًا جليلًا، ربطه الإسلام بجملة من الأحكام التي تضمن استمرار العلاقة الزوجية على أساس من المودة والرحمة، مستشهدًا بقول الله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21].
وأضاف المفتي أن حسن الاختيار يقوم على التأني والتروي، مع مراعاة الأسس الشرعية والمعايير العقلانية والميل العاطفي المنضبط، مشيرًا إلى الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"تُنكَحُ المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" – متفق عليه.
وأشار إلى أن الإفصاح عن الصفات المؤثرة في مستقبل الحياة الزوجية واجب عند الاستشارة، لما فيه من حفظ حقوق الطرفين وتحقيق المصلحة الشرعية، مع ضرورة التحلي بالموضوعية والصدق دون إساءة أو تجنٍ.
